elantony
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها

اذهب الى الأسفل

prayer الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها

مُساهمة من طرف tony2010 الأربعاء 21 مايو 2008 - 5:32

الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها 54926
[color=red]ابانا الذى فى السمواتcolor] :

الصلاة الربية نتجاسر فنقول ابانا الذى فى السموات تعلمناها صغارا ونتلوها مع كل شروق وغروب. هي الأبانا هذه الصلاة الربّية التي علمها السيد المسيح لتلاميذه وشاعت في العالم بين الرسل، والمرضى والناجحين، في المنازل والكنائس، بحذافير الكلمة التي من الصعب استبدالها بأخرى كوصية أبوية منقوشة في الحجر. نرددها كما نتنفس، كتعزيم للخوف، للرسوب، او للشكران على النعم. انها وصفة شفاء إن أتقنا تناولها كلمة بعد كلمة، وأن نمضغها بتمهل في عقلنا وروحنا لا جرعة واحدة، كتسديد لعطش عابر.

منى عبيد الدكتورة في "لاهوت المقدس" من جامعة الفاتيكان والمدرّسة في الجامعة اللبنانية مادة الفلسفة وعلوم التربية الدينية واللاهوت المقدس، خصصت "للأبانا" كتابا جاعلة لكل عبارة منه فصلا من تأملات ومراجع دينية وانجيلية، أرادت بها ان تحذو حذو يسوع أول معلم للصلاة و"المصلّي بامتياز بتواصل الى الآب وفي علاقة فريدة من نوعها". لقد صلّتها وتأملت بها وكتبتها "ويبقى ما في داخلي منها أكثر بكثير". والعنوان صلاة "فلنتجاسر ونقول أبانا الذي في السموات".

هذه الصلاة اختارتها منى عبيد حسب القديس متى الانجيلي لأنها الأقرب الى ما علّمه يسوع وأكمل من الصلاة التي في انجيل لوقا". ولها منهجيتها من ثلاثة أقسام رئيسية:

أولا: دعوة الآب "أبّا" بالنظر الى الاعلى "الذي في السموات".

ثانيا: ثلاثة استدعاءات موجهة بصيغة التمني تبدأ بالفعل: ليتقدّس، ليأت، لتكن، ويتبعها المقصود. وتنتهي الاستدعاءات الثلاثة بالتأكيد على أن الارض يجب ان تكون على صورة السماء.

ثالثا: أربعة التماسات لحاجات ضرورية يميزها ضمير الجمع "نا": أعطنا، أغفر لنا، لا تدخلنا، نجّنا، مربوطة بعضها بالبعض الآخر بحرف العطف "واو".

أما كيف تطرقت منى عبيد لهذه الصلاة التي تشحذ من وقتنا ثوان وطالت معها لتملأ كتابا من مئة وخمسين صفحة؟

في تأملها بها آثرت ان تتطرق الى الصلاة الربية كصلاة بحد ذاتها، أي بتأمل كل كلمة فيها وكل التماس بشكل تفسيري ومن ثم روحي لذا لم تذكر المسائل الأدبية بل قسمت عمود "الأبانا" الى فقرات تسع من الآية التاسعة الى الآية الثالثة عشرة بدءا من كلمة "أبانا".

لقد توجه يسوع الى الله بهذه المناداة عندما سأله التلاميذ كيف يصلون.

لفظة "أبا" ارامية الاصل وتعبر عن العلاقة العفوية والحميمة بين الولد وابيه.

ففي عودة الى العهد القديم تذكر عبيد ان ابوة الله كانت ممثلة بخلق الانباء ويظهر وجه الله الخالق الأب: "أأفتح الرحم ولا اولّد؟ أم انا المولد اغلق الرحم؟ قال الهك". وهنا ربط بين الله الخالق والله الآب، والذي يتحمل ابناءه رغم المعصية وعدم الوفاء لانه غفور "لا اطلق حدة غضبي لاني الله لا انسان".

كان بنو اسرائيل يستعملون لفظة ابا في صلواتهم ويعترضون بان الله اب بفعل خلقه واعماله: اليس هو ابوك الذي خلقك، الذي صنعك واقامك؟ بيد ان هذه اللفظة لم تكن تعني اسم الله بل صفته. اذ لم يكن في تقليدهم ان يخاطبوا الله باسمه. وتشرح المؤلفة هذا الموقف: "قد يكون تمرد بني اسرائيل على ابيهم الخالق جعلهم لا يجسرون على مناداته مباشرة بـ"أبا". "اني ربيت بنين وكبرتهم لكنهم تمردوا علي".

وجاء يسوع في العهد الجديد ليستعمل لفظة ابا، اسما موازيا لـ"يهوه" وتعني الله نفسه. هكذا اظهر يسوع الوجه الابوي لله من خلال ذاته "الابن".



خلق جديد وبنوة الهية

"الأبانا" التي علمها يسوع لتلاميذه اراد بها ان يكون كل تلميذ انسانا جديدا في علاقة جديدة مع الله وعهد جديد، وتاليا باستطاعته ان يقول يا "أبّا" حيث يصبح ابنا حقيقيا ولا يعود عبدا ويمنح الروح القدس بواسطة المعمودية فيصبح شبيها للخالق.

من خلاصة هذا الفصل المتمحور حول "الآب" ندرك ان كل شيء يأتي من الآب بواسطة يسوع الابن مع الروح القدس، يهدف الى منح الابوة الالهية للانسان. ولكي يتجرأ المؤمنون بيسوع وينادوا الله باسمه "أبّا" لا بد ان يكونوا اهلا ومستحقين، كي لا يستهان باسم الله وكي لا يدنس.

آية "الذي هو السموات" في الفصل الثاني من الكتاب تتناولها عبيد بمعناها المادي والرمزي، فسماء الرب هي رمز الحماية الالهية.

خلق الله السماء وهناك مسكنه وعرشه فوق الجلد. ومن السماء يُسمع الله صوته ليعلم الانسان. ومن سمائه يمنح الله الحياة الابدية للانسان. فالله يعيش وسط شعبه. لقد خلق البشرية ليبقى في وسطها وقد جعل نفسه جزءا من الطبيعة البشرية التي خلقها من خلال تجسده ليعطي للانسان امكان العبور من الشخص الطبيعي الى الشخص الفائق الطبيعة.

في الآية الرابعة "ليتقدس اسمك تطلب الكاتبة لفهم هذا التعبير الرجوع الى العهد القديم لا سيما في سفر الاحبار حيث يقول الرب: "لا تدنسوا اسمي القدوس. انا الرب مقدسكم" - فالاسم - تقول كينونة ويعتبر في الكتاب المقدس وفي العالم الشرقي القديم علامة اعتراف بالشخص. مثل: ابرهيم يعني اب لكثيرين. سارة تعني الاميرة. بنيامين يعني ابن اليد اليمنى، يشوع يعني الرب يخلص. حنة تعني نعمة، مرتا تعني السيدة الخ... واسم الرب مرادف لمجده وسموه: اسمه للابد يكون وتحت الشمس يدوم، تتبارك فيه قبائل الارض كلها...

وفي هذا الفصل تذكر منى عبيد بعض القاب الله ومعانيها: "إلوهيم" ويصف عالمية الله واحاديته، "يهوه" ويمكن ان نجده بصيغة الاحرف الرباعية المقدسة، "الي" وهو الذي يعطي الحياة وهو الذي يحيي، وايضا "الحاضر" و"المتكلم" و"الديان" و"الثالوث".

التعبير"ليتقدس اسمك: ابتهال الى الله الآب حتى يظهر قدرته الخلاصية في حياة كل فرد.

من فصل الى اخر يتعلم القارىء على ضوء كل تفسير ان يتلو هذه الصلاة بجهوزية اكبر للتوقف عند الكلمة وتاليا نيل النعم الواعدة منها، فلا يسلقها على نار السرعة.

- "ليأت ملكوتك": من اجل استيعاب مفهوم الملكوت لا بد من استيعاب كرازة يسوع. منى عبيد في تفسيرها هذه الآية تبدأ اولا من لفظة ملكوت التي تشير الى السلطان الفعلي للرب. تقول: لكي يخبرنا الكتاب المقدس ان الله هو الملك المطلق نجده يحدثنا عن الملكوت: "الرب اقر عرشه في السماء وملكوته يسود الجميع".

في الكتاب المقدس تعني "ممالك الارض" نقيض ملكوت الله، حيث ان الملك فيها هو الشيطان، فانها ممالك الظلمة واليأس والاوجاع. حتى تلاميذ يسوع حين سألوه عن ملك اسرائيل لم يفهموا المعنى الحقيقي لملكوت يسوع الا بعد حلول الروح القدس عليهم.

المؤلفة اضاءت على هذا الملكوت في عناوين ثلاثة: العهد القديم والعهد الجديد ومملكة الحب الالهي.

عندما يصلي المؤمن "ليأت ملكوتك" فهو يصلي كي يبزغ ويثمر ويكتمل ملكوت الله في داخله. يصلي كي يتحول داخله الى جنة روحية. المصلي يستدعي الآب بتدبيره الخلاصي من خلال الابن بالروح القدس.

- "لتكن مشيئتك": وقد تكون اول مشيئة لله الآب هي خلاص الانسان. لكن ماذا تعني كلمة مشيئة هل هي ارادة، تمن، اتراح ام رغبة؟

لدى الدكتورة منى عبيد لا مجال للتردد او للشك في اي من العبارات الواردة في "الابانا". ففي عمق ابحاثها تجد المعاني المطابقة لها، تقارن، بينها ويقينها كما ورد في تأملها في مستهل الكتاب: ان صلاة الابانا هي صلاة الذين يؤمنون بالمستحيل، يؤمنون أن الحياة موجودة حقاً.

لا تتعثر عبيد في تحاليلها المرتبطة دوماً بالعهدين القديم والجديد، بالمزامير، بأقوال الرسل والانجيل، ويسوع، مسكونة بنعمة الادراك الالهي.

والمرادف الذي تعطيه كلمة مشيئة ينطبق تماماً على سلوكها اللاهوتي والايماني: الطاعة الكاملة للرب في طريق استعدادات القلب والحب والعبادة والصلاة.

كأنها هي التي عبر صفحات كتابها تهتف قائلة:

"باركوا الرب يا ملائكته، الجبابرة الاشداء، العاملين بأوامره عند سماع كلمته (مزمور 103/20).

وتتفسر أعمق كلمة مشيئة الله في اتمام يسوع مشيئته بتخليص البشر عبر صوته وقيامته.

وترتبط مباشرة بآية "كما في السماء كذلك على الارض" فالسماء هي المثال الذي يجب اتباعه على الارض.

في هذه الصلاة يشرك يسوع الانسان بعمل الله، ويحوّل حب الله الانسان من كائن محتاج الى كائن مسؤول يعاونه في تحقيق القداسة والملكوت والمشيئة الإلهية.

من اسفار الانبياء اختارت الكاتبة هذه العبارة: وسيكونون كلهم تلامذة الله. فالتضرع لله الآب هو الذي يجسد على الأرض حالة السماء. لقد جعل الله الإنسان على صورته كمثاله" ليجعل من "الارض على صورة كمثال السماء".

في الفصل السابع تتناول منى عبيد من هذا "الخبز"، غذاء لايمانها "اعطنا خبزنا كفاف يومنا". فبعد تقديس اسم الله وطلب ملكوته وعمل ارادته يأتي بعدها او طلب للحاجة البشرية، الخبز. اوضع المطالب واكثرها الحاحاً.

وبسبب ضرورته اصبح الخبز يحمل رموزاً عديدة اهمها "المنّ" خبز السماء الى ان اصبح يرمز الى كلمة الله:

"فذلّلك واجاعك واطعمك المنّ الذي لم تعرفه انت ولا عرفه آباؤك لكي يعلمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان، العقل والحكمة.

هذا الخبز يتحول الى صلاة، الى حرية الى عدالة واخوّة لذا الله هو خبز الروح، هو الشبع الابدي والنبع الذي لا ينضب ويسوع الخبز الحي الذي قدّم جسده خبزاً ودمه خمراً غذاء وحياة لغفران الخطايا.

بعدما طلبنا الخبز ها نحن نطلب منه ان يغفر لنا خطايانا. فلعل اعظم اختبار للانسان هو اختبار المغفرة.

"اعفنا من خطايانا" هو العنوان الرابع الصغير في هذا الفصل وذو اهمية لا تقل شأناً عن طلب الخبز، فإذا الخبز – تقول منى عبيد – غذاء الجسد فإن الغفران غذاء الروح وشفاؤها". وتعود الى (المزمور 103/ 3) مؤكدة: هو الذي يغفر جميع آثامك ويشفي جميع امراضك". "ولا تسمح أن نقع في تجربة" بل نجنا من الشرير. علماً بأن مســيرة الانسان على الارض هي تجربة.

وهنا في هذه الآية تقارن المؤلفة بين التجربة العهد القيم والجديد. في العهد القديم اختبار الانسان لمعرفة قدراته كان متبعاً "اسبر يا رب غوري واختبرني، محص بالنار كليتي وقلبي" (مزمور 26/2) اما في العهد الجديد فاستعملت لفظة تجربة بمعنى "المحاولة" او اجراء تجربة او بمعنى امتحان واثبات واحراج.

تقول: العهد الجديد يقطع كل تفكير في ان الله مجرّب. ولو عدنا الى تعليم القديس بولس فهو يقول ان الله لن يأذن ان تجرّبوا. وليس هو المجرّب.

في هذه العلامة الربية التي يعلّم فيها يسوع طلب الحماية الالهية من التجربة، تؤكد عبيد انه لا يمكن ان يكون الآب هو المجرّب. فالترجمة الأدق هي "لا تسمح ان نقع في تجربة بل نجنا من الشرير".

بهذه الثقة النبوية وبهذا التعمق في سر الله بالايمان والمعرفة، ختمت منى عبيد الصلاة الربية بالاستغاثة ولكن بيقين: "انقذنا يا رب ابقنا في ظلك فلا يجسر الشرير ان يقترب منا لانه يعرف اننا تحت حمايتك".

الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها 363452 الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها 363452 الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها 363452 الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها 363452 الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها 363452
tony2010
tony2010
نائب مدير

عدد الرسائل : 575
الموقع : قلب يسوع
الاوسمه : الصلاة الربية ابانا الذى وتفسيرها W1
تاريخ التسجيل : 04/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى